لئن ارتبطت مسألة الميز العنصري بأخلاقيات الصحافة في تونس ومن أهم المسائل المطروحة اليوم في المشهد الاعلامي مناهضة الميز العنصري من خلال ادراج اليات مفعلة،قانونية أو توعوية وذلك بهدف الحد من هذه الظاهرة في الاعلام خاصة وفي المجتمع عامة.
وفي هذا الصدد كان لنا الحوار التالي مع الدكتور فرج زميط أستاذ في أخلاقيات الصحافة في معهد الصحافة وعلوم الاخبار.
تعد وسائل الاعلام اليوم محركا اساسيا للذوق العام، فإلى اي مدى يظهر دور الاعلام في تحسين من جودة البرامج التي تسهم في انتشار الميز العنصري ؟
في الواقع يجب على الصحفيين أن يضعوا شروطا ويتبعون قواعدا وأخلاقيات تؤطر العمل الصحفي. فهذه المسائل موجودة في مواثيق شرف وبنود تعنى بمسألة الميز العنصري بأنواعه كالميز ضد المرأة أو على مستوى الجهة أو العقيدة الدينية..
والصحفي عندما يستند الى مواثيق الشرف عادة ما يستأنس بها ويحاول تطبيقها حتى يضمن وجود تعبيرات مختلفة في المحتوى الاعلامي.
الميز العنصري يتوارث من جيل لأخر رغم وجود قوانين ومواثيق شرف تحدد أخلاقيات العمل الصحفي فهل أن التربية على وسائل الاعلام مهمة للحد منه ؟
الصور النمطية التي تخص فئات معينة كالتوجه الجنسي لبعض الاشخاص أو العقيدة ان كانت دينية أو ايديولوجية بتنوعاتها، عادة ما يتم صياغتها بصور نمطية مثل ما تم عرضه في المداخلات خلال الملتقى وهذه الصور نجدها في عديد المحامل مثل الكتب والقصص وكذلك مع وسائل الاعلام المكتوبة أو السمعية أو البصرية ..وعادة ما تروج وسائل الاعلام هذه الصور النمطية لكن هناك محتوى تحريري نجده في وسائل الاعلام يقوم بدحض وتفكيك هذه الصور النمطية،فدورها هنا مهم جدا من زاوية يمكننا ان نتحدث عن التربية على وسائل الاعلام ومن زاوية مهم جدا وعي الصحفي بهذه المسائل( مسألة الميز العنصري كمثال).
اذا لم يكن للصحفي تكوين وقواعد اساسية يرتكز عليها في هذه المسائل فيمكن أن تمر هذه الصور النمطية في المحتويات الاعلامية مرور الكرام وهكذا يصبح الاعلام مروجا لهذه الانواع من الميز العنصري بطريقة غير مباشرة.
ماهي الحلول المقترحة للتحسين من المحتوى الاعلامي والتقليص من الميز العنصري؟
الميز العنصري كان من الموضوعات التي لا يتم تسليط الضوء عليها وغير مطروحة وهي اليوم تعتبر مسألة حديثة من حيث الطرح، بالأساس منذ التحول السياسي في جانفي 2011 فالوعي لدى الصحفي لا يكون في الاشهر الاولى، لكن، لا بد من تأسيس لوعي جديد عن طريق عديد الاليات مثل مسألة التكوين في حقوق الانسان، وتكوين الطلبة في معهد الصحافة أو تكوين الاعلاميين بصفة عامة، كذلك تكوين ورشات موجهة للمهنيين للصحفيين عن طريق الدورات التكوينية حتى نطور الوعي ونغير التمثلات لدى المهنيين وهذا سيساعد على مدى متوسط على تحسين جودة المحتوى الاعلامي من زاوية دحض الميز العنصري.
نورهان البورزقي