بات تشخيص وضع المرأة المغربية السوداء مكونًا أساسيًا من مكونات المجتمع المغربي، ومكونًا يعاني وصمًا اجتماعيًا مزدوجًا: “وصم امرأة” و”وصم سوداء” ويعبر وضع النساء المغربيات السوداوات عن تجربة تعيش فيها هؤلاء النساء وضعية أقلية لونية، وخلافًا لوضع الرجل الأسود تعاني هي وصمين: وصم كونها امرأة ووصم كونها سوداء، ما يجعلها في وضعية دونية مزدوجة.

وفي مداخلة للدكتور ياسين يسني من كلية الآداب والعلوم الانسانية جامعة محمد خامس، المغرب، اثر فعاليات الملتقى الدولي “الاعلام والاتصال والتنوع الثقافي” لليوم الثاني على التوالي أشار من خلالها الى أن البحث في موضوع المرأة السوداء شكل بالنسبة لنا حلقة ضرورية لتكوين معرفة كاملة عن وضع أصحاب البشرة السوداء في المجتمع المغربي.

مفهوم التقاطع

هناك مجوعة من النعوت التي توجه للمرأة السوداء مثل “قدحية” “عنطيزة” “عزية” “حرطانية” والتي تمس من كرامة المرأة السوداء كما اشار ياسين يسني المقاربة السسيولوجية من خلال عرض  مجموعة من الصور الي تكشف وضعية المرأة السوداء في جميع المجالات و كشف كذلك عن ادوار المرأة السوداء النمطي داخل المجتمع المغربي.

وتطرق الى مفهوم الوضع الاسود الذي استوحاه من  مؤلف لمؤرخ فرنسي  يشتغل كثيرا على موضوع « la condition noir »  السود في فرنسا والولايات المتحدة الامريكية وذلك من خلال كتابه

كما بين يسني  عدم تجانس المجتمع المغربي على مستويين اثنين المستوى الثقافي ومستوى الهويات وقال في مداخلته ان ما يجمع السود في المجتمع المغربي فقط جسد اسود فلا يمكن مقاربة وضع السود من خلال مقاربة أقلياتي وهو نفس الحال في فرنسا.

وقد تطرق الى  الدور الذي تقوم به ممثلة فرنسية سوداء تحت عنوان “سوداء ليست حرفتي”  والتي كانت موضوع مداخلته وهنا تحدث عن ادوار الممثلات الفرنسيات السوداوات والتي تختزل دائما في الخادمة أو العاملة الجنسية أو المهاجرة الافريقية..

صورة المرأة السوداء في علاقتها بالطبخ ودورها كخادمة

من بين الصور المشهورة في الاعلام  المغربي  يتم الربط بين السود وبين ادوار المرأة الخادمة، وفي هذا الصدد بين د.يسني ان السود غالبا ما يتم ربطهم بطقوس سكب الشاي  واشار الى اشهار المرأة السوداء حاضرة بشكل كبير في الاعلام المغربي اكثر من الذكور

وتحدث كذلك عن الدراما التاريخية المغربية وأشار الى ان المرأة المغربية تحضر بشكل كبير لكن “كعبدة”  نفس الشيء في فيلم اخر تحت عنوان  “السيدة الحرة ” تتصدر فيه المرأة البيضاء الدور الرئيسي والسوداء دور الخادمة،حتى في المسلسلات الحديثة نجد نفس الشي وهذا يدل على ان العقلية لا زالت نفسها لم تتغير رغم تقدمنا في الزمن. وبذلك تبقى هذه الصورة النمطية مسافرة عبر الزمن..

وتحدث كذلك عن طقوس الزواج والعادات والتقاليد في المجتمع المغربي التي تقصي اصحاب البشرة السوداء من المجتمع المغربي وبقاء النظرة الدونية لهم رغم وجود مختلف القوانين والمعاهدات الدولية والاعلانات العالمية لحقوق الانسان فهذه المسألة تبقى رهينة الوعي المجتمعي

                                                                              نورهان البورزقي