استفحلت ظاهرة استهلاك المخدرات لدى التلاميذ في الوسط المدرسي وخارجه،مما ادى الى ارتفاع نسبة استهلاكه خاصة سنة 2018 حسب نتائج توصل اليها المعهد الوطني للصحة تفيد بأن 31% نسبة استهلاك المخدرات لدى التلاميذ قد ارتفعت  سنة 2018 مقارنة بسنة 2013 بنسبة 26%

صراع طويل يعيشه التلميذ بينه وبين محيطه، يجد نفسه في بعض الأحيان ينساق الى مثل هذه الممارسات دون وعي منه هكذا أصبح حال المراهقين اليوم وهذا ما قاله ياسين في العقد الثاني من عمره باكالوريا أداب، يقول في ذات السياق ان استهلاك المخدرات ليس بالشيء الهين، لكنه مرض أريد التخلص منه وأعي مدى خطورته لكن لا أستطيع ذلك، يبدو أن المخدرات اليوم أصبحت “آفــــــة ”  يعاني منها التلاميذ رغم استهلاكهم لها بمحض ارادتهم..

وفي تصريح “لجريدة الصحافة اليوم” المختص في علم الاجتماع سامي النصر يؤكد على أنه من بين الأسباب الرئيسة عندما نعود لاقتصاد علم الاجتماع، أولا، هذا الاستهلاك للمخدرات يسمى بسيسيولوجيا الفرص المتاحة، فالمخدرات اليوم متاحة في جميع الأماكن والحصول عليها أصبح سهلا، ثانيا، بعض الإحصائيات والأرقام التي تنتشر في الساحة الاعلامية تصنع الواقع بصفة مباشرة أو غير مباشرة وكأن الاحصائيات التي تنشر ليست اعتباطية بالمرة، بل هي عملية ممنهجة لتدعيم فكرة سيسيولوجيا الفرص المتاحة من جهة، وتخلق القناعة الشخصية بضرورة استهلاك المخدرات لظنه أنها الحل الأمثل لنسيان المشكلات أو الهموم.

غيـــــاب الرقــــــابة

 والسبب الثالث والمهم كذلك غياب الرقابة من قبل العائلة أو تسليط الرقابة القمعية  وفي كلتا الحالتين هذه النوعية من الطرق لا تجدي نفعا، الأولياء اليوم لا يكلفون أنفسهم بمطالعة كتب علمية توجههم بطريقة سليمة في كيفية التعامل مع أبناءهم، فيتوجب على الأمهات أو الآباء استلطاف أبنائهم ومعاملتهم كأصدقاء مقربين حتى يحسوا بالأمان والاستقرار النفسي وبالتالي تكون العملية التواصلية بينهم مجدية أكثر.

ومن بين الحلول التي اقترحها سامي النصر لمعالجة ظاهرة استهلاك المخدرات، العمل الفعلي على تكوين استراتيجية جديدة كتنظيم مؤتمر وطني يظم الأطراف المعنية بالأمر لنشر ثقافة التعامل السليم مع الاطفال لتجنب كل ما له علاقة بالظاهر التي تفسد طبيعة بالطفل كالعنف أو استهلاك المخدرات أو الإنحراف.

فيما أكد على ضرورة تواجد مختصين نفسيين واجتماعيين و تكثيف المراقبة على التلاميذ في كل المدارس.

إدمـــــــان

من المرجح أن استهلاك المخدرات لم يقتصر فقط على الذكور لكنه شمل فئة لا باس بها من الفتيات اللواتي في عمر الزهور، وفي الأثناء تقول مريم أنها لا ترى مشكلا في استهلاكها وانها أدمنته وتضيف عائلتي لا بأس بها ماديا ولايوجد رقابة من عائلتها لان والديها دائما في العمل وفي أغلب الأحيان يسافران ويتركانها مع جدتها الكبيرة في السن، هذه العادة لا تقترن فقط بالظروف الاجتماعية السيئة لكنها سلوك سيء وطريق شنيع لا يدركون مدى خطورته على حياتهم وصحتهم خاصة.

ومن جهتها اعتبرت رئيسة فرع جمعية ساندني للإحاطة بالمدمنين وفاقدي السند سلاف الفريضي أن المحيط الجديد الذي يتعرف عليه المراهق ويحاول التأقلم معه، يفرض عليه في بعض الأحيان هذه الممارسات التي لا يعلم مدى خطورتها، فحب الاطلاع يدفعه نحو تجربة تعاطي المخدرات وبهذا تبدأ رحلته مع هذه السموم.

الظاهر أن العديد من المشكلات التي تنخر الوسط المدرسي وتهدد واقع التلاميذ، نتيجة لعديد الأسباب والظروف التي أصبحت تتزايد وترتفع رغم الحملات التوعوية و النصائح المقدمة، لكن هذا لا يكفي فيجب النظر فعليا في هذه الأمور وتتدارس ومراجعة بعض النقاط قبل أن يفوت الأوان ويحمل التلميذ على عاتقه أعباء مثقلة لا يعرف الخلاص منها.

نورهان البورزقي